أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 21 يناير 2022م “ضوابط بناء الأسرة وسبل الحفاظ عليها” ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة القادمة 21 يناير 2022م : “ضوابط بناء الأسرة وسبل الحفاظ عليها” ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 18 جمادي الآخرة 1443هـ – 21 يناير 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 يناير 2022م ، للدكتور خالد بدير :  “ضوابط بناء الأسرة وسبل الحفاظ عليها” :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 يناير 2022م ، للدكتور خالد بدير: “ضوابط بناء الأسرة وسبل الحفاظ عليها” ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 يناير 2022م ، للدكتور خالد بدير : “ضوابط بناء الأسرة وسبل الحفاظ عليها” ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 21 يناير 2022م ، للدكتور خالد بدير : “ضوابط بناء الأسرة وسبل الحفاظ عليها” : كما يلي:

 

أولًا: أهميةُ الأسرةِ ومكانتُهَا في الإسلامِ

ثانيًا: ضوابطُ بناءِ الأسرةِ

ثالثًا: الحفاظُ على الأسرةِ مسئوليةُ الوالدينِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 يناير 2022م ، للدكتور خالد بدير : “ضوابط بناء الأسرة وسبل الحفاظ عليها” : كما يلي:

 

خطبةٌ بعنوان: ضوابطُ بناءِ الأسرةِ وسبلُ الحفاظُ عليها

بتاريخ: 18 جماد آخر 1443هـ – 21 يناير 2022م

 

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليه ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلَهَ إِلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وسلمَ. أما بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: أهميةُ الأسرةِ ومكانتُهَا في الإسلامِ:

للأسرةِ أهميةٌ كُبرى في الإسلامِ، فالمجتمعُ الذي نعيشُ فيه يتكونُ مِن أسرٍ، ولم يوجدْ مجتمعٌ عبرَ التاريخِ أقامَ بناءَهُ على غيرِ الأُسرِ، وبذلك تُعَدُّ الأسرةُ عنوانَ القوةِ والتماسكِ للمجتمعِ أو ضعفِهِ؛ لأنّ الأسرةَ مأخوذةٌ من الأسرِ وهي القوةُ والشدةُ، فهي تمثلُ الدرعَ الحصينَ لأفرادِهَا، باعتبارِ أنّ كلًّا من الزوجينِ يعتبرُ درعًا للآخرِ.

إنّ الأسرةَ القائمةَ على السكنِ والرحمةِ والمودةِ، لها دورٌ كبيرٌ في أمِن المجتمعِ واستقرارِهِ؛ لأنّ الأسرةَ لبنةٌ مِن لبناتِ المجتمعِ، فهي كالقلبِ إذا صلحتْ صلحَ المجتمعُ كلُّهُ، وإذا فسدتْ فسدَ المجتمعُ كلُّهُ.

فالأسرةُ الصالحةُ كالتربةِ الصالحةِ، إنْ صلَحتْ صلَحَ نباتُهَا، وإنْ فسَدَتْ فسَدَ نباتُهَا.

ولقد فطنَ الغربُ إلى أهميةِ الأسرةِ في بناءِ المجتمعِ والحضاراتِ، واعتبروا هدمَ الأسرةِ هدمًا للحضارةِ كلِّهَا.

يقولُ أحدُ المستشرقين: إذَا أردتْ أنْ تهدمَ حضارةَ أمةٍ فهناكَ وسائلٌ ثلاثٌ هي:

1- اهدمْ الأسرةَ…………….         2- اهدمْ التعليمَ……………………    3- أسقطْ القدواتِ.

* لكي تهدمَ الأسرةَ: عليك بتغييبِ دورِ (الأمِ) اجعلْهَا تخجلُ من وصفِهَا بـ”ربةِ بيتٍ”

* ولكي تهدمَ التعليمَ: عليك بـ (المعلمِ) لا تجعلْ له أهميةً في المجتمعِ وقللْ من مكانتِهِ حتى يحتقرَهُ طلابُهُ.

* ولكي تسقطَ القدواتِ: عليك بـ (العلماءِ والآباءِ) اطعنْ فيهم قللْ من شأنِهِم، شككْ فيهم حتى لا يسمعُ لهم ولا يَقتدِي بهم أحدٌ. فإذا اختفتْ (الأمُّ الواعيةُ)، واختفى (المعلمُ والأبُّ المخلصُ)، وسقطتْ (القدوةُ)، فمن يُربي النشءَ على القيمِ؟

 ومِن هنا كانتْ أهميةُ الأسرةِ ومكانتُهَا في بناءِ المجتمعِ الآمنِ المستقرِ.

 

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: ضوابطُ بناءِ الأسرةِ:

لبناءِ الأسرةِ في الإسلامِ أسسٌ وضوابطٌ يقومُ عليها هذا البنيانُ، ومِن أهمِّهَا:

حسنُ اختيارِ الزوجينِ: لأنَّهمَا أساسُ هذا البناءِ، وصلاحُهُمَا صلاحٌ للأسرةِ، ففي حسنِ اختيارِ الزوجِ، يقولُ صلى اللهُ عليه وسلمَ: ” إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟! قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.” ( الترمذيُّ بسندٍ حسنٍ) . وفي حسنِ اختيارِ الزوجةِ يقولُ صلى اللهُ عليه وسلم: ” تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ “( متفق عليه).

 ومنها: التبكيرُ بحسنِ تربيةِ الأبناءِ: وذلك بتعهدِهِم منذُ نعومةِ أظفارِهِم؛ لأنّ تأخرَ التربيةِ والتعليمِ يجعلُهُم عرضةً للانحرافِ في الطرقِ المعوجةِ، فقد جاءَ رجلٌ إلى الأستاذِ مالكِ بنِ نبي – رحمهُ اللهُ – يسترشدُهُ لتربيةِ ابنٍ لهُ وُلِدَ حديثًا، فسألَهُ: كم عمرُهُ؟ ، قال: شهرًا، قال: فاتكَ القطارُ، وقال: كنتُ أظنُّ في بادئِ الأمرِ أنّيِ مبالغٌ، ثم عندما نظرتُ، وجدتُ أنّ ما قلتُه الحقَّ، وذلك أنّ الولدَ يبكي فتعطيهُ أمُّهُ الثديَ، فينطبعُ في نفسِهِ أنّ الصراخَ هو الوسيلةُ إلى الوصولِ إلى ما يريدُ، ويكبرُ على هذا .

ومنها: بثُّ روحِ الإيمانِ باللهِ في قلوبِ الأبناءِ: وذلك بتنشئتِهِم على العقيدةِ الصحيحةِ بما يتناسبُ مع قدراتِهِم العقليةِ. وهذا ما سلكَهُ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ مع الناشئةِ والغلمانِ، فعن ابنِ عباسٍ قال كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا فقال:” يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ” ( أحمدُ والترمذيُّ وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ).

ومنها: تنشئةُ الأبناءِ على العبادةِ وطاعةِ اللهِ: – كالصلاةِ والصومِ وغيرهِمَا – حتى يتعودُوا عليها، ويتربُّوا في ظلِّهَا، وفي ذلك يقولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»( أبو داود بسندٍ صحيحٍ).فيجبُ على وليِّ الصبيِّ أنْ يعلمَهُ الطهارةَ والصلاةَ إذا بلغَ سبعَ سنين، ويأمرَهُ بها، ويؤدبَهُ عليها إذا بلغَ عشرَ سنين.

كما ينبغِي تدريبَهُم على الصيامِ، فقد أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ قَالَتْ” كُنَّا نَصُومُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ”.  قال الحافظُ ابنُ حجرٍ معلقًا: ” وفي الحديثِ حجةٌ على مشروعيةِ تمرينِ الصبيانِ على الصيامِ كما تقدمَ. والصومُ من الوجهةِ التربويةِ يغرسُ في النفسِ البشريةِ حقيقةَ الإخلاصِ للهِ تعالى ومراقبتِهِ في السرِّ، وتقويةِ الإرادةِ، وكبحِ جماحِ الشهواتِ، ويُؤمرُ به الأطفالُ عندَ طاقتِهِم منذُ السابعةِ وبالتدريجِ.” “ومنها: تنشئةُ الأبناءِ على الآدابِ والأخلاقِ: فصلاحُ أولادِنَا أنْ نغرسَ فيهم منهجَ نبيِّنَا في جميعِ شئونِ الحياةِ، وذلك بتعليمِهِم آدابَ النومِ والاستيقاظَ منه، ودخولَ البيتِ وخروجَهُ، والاستئذانَ، وآدابَ الطعامِ والشرابِ، واحترامَ الكبيرِ وتوقيرَهُ ، وحبَّ الوطنِ والانتماءَ إليهِ والدفاعَ عنه، وغيرَ ذلك من الآدابِ التي حثَّنَا عليها الشارعُ الحكيمُ. وقد ضربَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لنا المثلَ والقدوةَ في التربيةِ. فَعَن عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ:  كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” يَا غُلَامُ: سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ” فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ.” ( البخاري ومسلم).

ومنها: حمايةُ الأبناءِ من الفسادِ: وذلك بمراقبتِهِم ومتابعتِهِم بين الفينةِ والأخرى، فمع انتشارِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، ومخالطةِ أصدقاءِ السوءٍ، يكثرُ انحرافُ الشبابِ والفتياتِ، وتكثرُ العاداتُ المرذولةُ المنهيُّ عنها، كالقزعِ ( وهو حلقُ بعضِ الشعرِ وتركُ بعضهِ)، وارتداءِ الملابسِ المقطعةِ، والاختلاطِ والمعاكساتِ، وتبادلِ ألفاظِ اللعنِ والطعنِ، وغيرِ ذلك من الأمورِ المنهيِّ عنها شرعًا، وكلٌّ له دليلُهُ من القرآنِ والسنةِ .

إن الأبوين يطلقانِ العنانَ لأولادِهِم تحتَ شعارِ الحريةِ والانفتاحِ والتحضرِ، وهم بذلك يجعلونَهُم يفسدُون في الأرضِ وهم لا يشعرون، وكلُّ مَن اقتدَى أو قلدَ هؤلاء الأبناءَ والبناتِ في ذلك فهو في موازينِ سيئاتِ الآباءِ قبلَ أبنائِهِم، فعليكُم إصلاحَ أولادِكُم، والقيامَ عليهم، والصبرَ والتصبرَ في تعليمِهِم وتعويدِهِم على الطاعةِ، واحفظوهُم من الضياعِ، ليكونوا أدواتِ بناءٍ في المجتمعِ، وزخرًا لكم في الآخرةِ .

ومنها: التحملُ والصبرُ والرضا: فالميثاقّ الغليظُ الذي بين الزوجينِ يقتضِي أنْ يتحملَ كلٌّ منهما هفواتِ الآخرِ، يقولُ أبو الدرداءِ -رضي اللهُ عنه- لزوجتِهِ أمِّ الدرداء: ” إذا رأيتنِي غاضبًا فرضِّينِي، وإذا رأيتُكِ غضبَى رضَّيتُكِ. وإلا لم نصطحبْ”. فبالودِّ والمسامحةِ والمحبةِ تدومُ العشرةُ، وبدونِهَا لا توجدُ ألفةٌ ولا عشرةٌ.

ولو أنّ كِلَا الزوجين وقفَ عندَ هفواتِ الآخرِ، ما استمرتْ الحياةُ، بل صارتْ إلى هدمٍ وزوالٍ، وما صارَ أحدٌ مع زوجتِهِ في المجتمعِ كلِّه، فلابدَّ لكلٍّ منهُمَا أنْ يتحملَ صاحبَهُ، حتى تستقرَّ الأسرُ والمجتمعُ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: الحفاظُ على الأسرةِ مسئوليةُ الوالدين:

أيُّها الآباءُ الفضلاءُ، وأيَّتُها الأمهاتُ الفضلياتُ: اعلمُوا أنّكُم مسئولونَ عن أسرِكُم وأولادِكُم يومُ القيامةِ، وبيَّنَ ذلك الرسولُ صلى اللهُ عليه وسلم في قولِهِ:” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” ( متفق عليه) وقالَ أيضًا : ” إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه “( ابن حبان بسند حسن)، يقولُ الإمامُ الغزاليُّ رحمه اللهُ: ” اعلمْ أنّ الصبيَّ أمانةٌ عندَ والديهِ وقلبَهُ الطاهرَ جوهرةٌ نفيسةٌ ساذجةٌ خاليةٌ عن كلِّ نقشٍ وصورةٍ، وهو قابلٌ لكلِّ ما نقشِ، ومائلٌ إلى كلِّ ما يُمالُ بهِ إليهِ، فإنْ عُوِّدَ الخيرَ وعُلِّمَهُ نشأَ عليه وسعدَ في الدنيا والآخرةِ، وشاركَهُ في ثوابِهِ أبوه وكلُّ معلمٍ له ومؤدبٍ، وإنْ عُوِّدَ الشرَّ وأُهملَ إهمالَ البهائمِ شقي وهلكَ، وكان الوزرُ في رقبةِ القيِّمِ عليه والوالِي له. وقد قال اللهُ عزّ وجلّ {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسَكُم وأهلِيكُم نارا} ومهما كان الأبُ يصونُهُ عن نارِ الدنيا، فأنْ يصونَهُ عن نارِ الآخرةِ أولَى، وصيانتُهُ بأنْ يؤدبَهُ ويهذبَهُ ويعلمَهُ محاسنَ الأخلاقِ، ويحفظَهُ من القرناءِ السوءِ”. ( إحياء علوم الدين).

إنّ إهمالَ تربيةِ الأبناءِ جريمةٌ يترتبُ عليها أَوْخَمُ العواقبِ على حدِّ قولِ الشاعرِ:

إهمالُ تربيةِ البنينِ جريمةٌ …………. عادتْ على الآباءِ بالنكباتِ

وهذه قصةٌ في جانبِ الإهمالِ وعواقبُهَا الوخيمةُ: سرقَ رجلٌ مالاً كثيرًا، وقُدِّمَ للحدِّ فطلبَ أُمَّهُ، ولما جاءتْ دعاهَا ليقبلَهَا، ثم عضَّهَا عضةً شديدةً، فقِيلَ لَهُ ما حملَكَ على ما صنعتَ؟ قال: سرقتُ بيضةً وأنا صغيرٌ، فشجعتْنِي وأقرتْنِي على الجريمةِ حتى أفضتْ بيِ إلى ما أنا عليهِ الآنَ.

فللأسرةِ دورٌ كبيرٌ في رعايةِ الأولادِ -منذُ ولادتِهِم- وفي تشكيلِ أخلاقِهِم، وما أجملَ عبارةَ: ” إنّ وراءَ كلِّ رجلٍ عظيمٍ أبوين مربيين”.

إنّ الاهتمامَ بتربيةِ الأبناءِ، وتنشئةِ الأسرةِ الصالحةِ، يكونُ في موازينِ حسناتِ الوالدينِ في الآخرةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ؛ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ؛ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ “. ( مسلم ). ” قال العلماءُ : معنى الحديثِ أنّ عملَ الميتِ ينقطعُ بموتِهِ، إِلّا في هذه الأشياءِ الثلاثةِ، لكونِهِ كان سببَهَا، فإنّ الولدَ مِن كسبِهِ، وكذلك العلمَ الذي خلّفَهُ من تعليمِ أو تصنيفٍ، وكذلك الصدقةَ الجاريةَ، وهي الوقفُ.”(شرح النووي).

نسألُ اللهَ أنْ يباركَ في أولادِنَا وأزواجِنَا، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ ؛؛؛؛

الدعاء،،،،،،،                                        وأقم الصلاة،،،،،                     كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »